Lirik Lengkap Maulid Diba (Teks Arab)

Laduni.ID, Jakarta – Salah satu pujian yang dilantunkan ketika pelaksanaan maulid Rasulullah SAW adalah Maulid Ad-Diba’i atau yang lebih populer dengan nama Maulid Diba’. Maulid Diba’ merupakan salah satu kitab maulid yang dibaca dalam rangka meneladani perjalanan Rasulullah SAW sekaligus bershalawat kepadanya.

Berikut adalah teks lengkap Maulid Diba’ karangan Imam Abdurrahman Ad-Diba’i.

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدْ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ سَلِّمْ

يَا رَبِّ بَلِّغْهُ الْوَسِيْلَةْ

يَا رَبِّ خُصَّهُ بِالْفَضِيْلَةْ

يَا رَبِّ وَارضَ عَنِ الصَّحَابَةْ

يَا رَبِّ وَ أَرْضَ عَنِ السُّلَالَةْ

يَا رَبِّ وَارْضَ عَنِ الْمَشَايِخْ

يَا رَبِّ فَارْحَمْ وَالِدِيْنَا

يَا رَبِّ وَارْحَمْنَا جِمِيْعَا

يَا رَبِّ وَارْحَمْ كُلِّ مُسْلِمْ

يَا رَبِّ وَاغْفِرْ لِكُلِّ مُذْنِبْ

يَا رَبِّ لَا تَقْطَعْ رَجَانَا

يَا رَبِّ يَا سَامِعْ دُعَانَا

يَا رَبِّ بَلِّغْنَا نَزُوْرُهْ

يَا رَبِّ تَغْشَانَا بِنُوْرِهْ

يَا رَبِّ حَفْظَانَكْ وَ أَمَانَكْ

يَا رَبِّ وَاسْكِنَّا جَنَانَكْ

يَا رَبِّ أَجِرْنَا مِنْ عَذَابِكْ

يَا رَبِّ وَارْزُقْنَا الشَّهَادَةْ

يَا رَبِّ حِطْنَا بِالسَّعَادَةْ

يَا رَبِّ وَاصْلِحْ كُلَّ مُصْلِحْ

يَا رَبِّ وَاكْفِ كُلِّ مُؤْذِيْ

يَا رَبِّ نَخْتِمْ بِالْمُشَفَّعْ

يَا رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَ سَلِّمْ

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوْفٌ رَّحِيْمٌ. إِنَّ اللهَ وَ مَلآئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

يَا رَسُوْلَ اللهِ سَلَامٌ عَلَيْكَ

يَا رَفِيْعَ الشَّانِ وَ الدَّرَجِ

عَطْفَةً يَا جِيْرَةَ الْعَلَمِ

يَا أُهَيْلَ الْجُوْدِ وَ الْكَرَمِ

نَحْنُ جِيْرَانٌ بِذَا الْحَرَمِ

حَرَمِ الْإِحْسَانِ وَ الْحَسَنِ

نَحْنُ مِنْ قَوْمٍ بِهِ سَكَنُوْا

وَ بِهِ مِنْ خَوْفِهِمْ آمِنُوْا

وَ بِآيَاتِ الْقُرْآنِ عُنُوْا

فَاتَّئِدْ فِيْنَا أَخَا الْوَهَنِ

نَعْرِفُ الْبَطْحَا وَ تَعْرِفُنَا

وَ الصَّفَا وَ الْبَيْتُ يَأْلَفُنَا

وَ لَنَا الْمَعْلَى وَ خَيْفُ مِنَا

فَاعْلَمَنْ هذَا وَ كُنْ وَ كُنِ

وَ لَنَا خَيْرُ الْأَنَامِ أَبُ

وَ عَلِيُّ الْمُرْتَضَى حَسَبُ

وَ إِلَى السِّيْطَيْنِ نَنْتَسِبُ

نَسَبًا مَا فِيْهِ مِنْ دَخَنِ

كَمْ إِمَامٍ بَعْدَهُ خَلَفُوْا

مِنْهُ سَادَاتٌ بِذَا عُرِفُوْا

وَ بِهذَا الْوَصْفِ قَدْ وُصِفُوْا

مِنْ قَدِيْمِ الدَّهْرِ وَ الزَّمَنِ

مِثْلُ زَيْنِ الْعَابِدِيْنَ عَلِيْ

وَابْنِهِ الْبَاقِرِ خَيْرِ وَلِيْ

وَ الْإِمَامِ الصَّادِقِ الْحَفِلِ

وَ عَلِيٌّ ذِي الْعُلَا الْيَقِنِ

فَهُمُ الْقَوْمُ الَّذِيْنَ هُدُوْا

وَ بِفَضْلِ اللهِ قَدْ سَعِدُوْا

وَ لِغَيْرِ اللهِ مَا قَصَدُوْا

وَ مَعَ الْقُرْآنِ فِيْ قَرَنِ

أَهْلُ بَيْتِ الْمُصْطَفَى الطُّهُرِ

هُمْ أَمَانُ الْأَرْض فَادَّكِرِ

شُبِّهُوْا بِالْأَنْجُمِ الزُّهُرِ

مِثْلَمَا قَدْ جَاءَ فِي السُّنَنِ

وَ سَفِيْنُ لِلنَّجَاةِ إذَا

خِفْتَ مِنْ طُوْفَانِ كُلِّ أَذَى

فَانْجُ فيْهَا لَا تَكُوْنُ كَذَا

وَاعْتَصِمْ بِاللهِ وَاسْتَعِنِ

رَبِّ فَانْفَعْنَا بِبَرْكَتِهِمْ

وَاهْدِنَا الْحُسْنَى بِحُرْمَتِهِمْ

وَ أَمِتْنَا فِيْ طَرِيْقَتِهِمْ

وَ مُعَافَاةٍ مِنَ الْفِتَنِ

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

الْحَمْدُ للهِ الْقَوِيِّ الْغَالِبِ * الْوَلِيِّ الطَّالِبِ * الْبَاعِثِ الْوَارِثِ الْمَا نِحِ السَّالِبِ * عَالَمِ الْكَائِنِ وَ الْبَائِنِ وَ الزَّائِلِ وَ الذَّاهِبِ * يُسَبِّحُهُ الْآفِلُ وَ الْمَآئِلُ وَ الطَّالِعُ وَ الْغَارِبُ * وَ يُوَحِّدُهُ النَّاطِقُ وَ الصَّامِتُ وَ الْجَامِدُ وَ الذَّائِبُ * يَضْرِبُ بِعَدْلِهِ السَّاكِنُ وَ يَسْكُنُ بِفَضْلِهِ الضَّارِبُ

(لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ) حَكِيْمٌ أَظْهَرَ بَدِيْعَ حِكَمِهِ وَ الْعَجَائِبِ * فِيْ تَرْتِيْبِ تَرْكِيْبِ هذِهِ الْقَوَالِبِ * خَلَقَ مُخًّا وَ عَظْمًا وَ عَضُدًا وَ عُرُوْقًا وَ لَحْمًا وَ جِلْدًا وَ شَعْرًا بِنَظْمٍ مُؤْتَلِفٍ مُتَرَاكِبٍ * مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَ التَّرَائِبِ

(لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ) كَرِيْمٌ بَسَطَ لِخَلْقِهِ بِسَاطَ كَرَمِهِ وَ الْمَوَاهِبَ * يَنْزِلُ فِيْ كُلِّ لَيْلَةٍ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا وَ يُنَادِيْ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ هَلْ مِنْ تَائِبٍ * هَلْ مِنْ طَالِبِ حَاجَةٍ فَأُنِيْلَهُ الْمَطَالِبَ * فَلَوْ رَأَيْتَ الْخُدَّامَ قِيَامًا عَلَى الْأَقْدَامِ وَ قَدْ جَادُوْا بِالدُّمُوْغِ السَّوَاكِبِ * وَ الْقَوْمَ بَيْنَ نَادِمٍ وَ تَائِبٍ * وَ خَائِفٍ لِنَفْسِهِ يُعَاتِبُ * وَ آبِقٍ مِنَ الذُّنُوْبِ إِلَيْهِ هَارِبٍ * فَلَا يَزَالُوْنَ فِي الْاِسْتِغْفَارِ حَتَّى يَكُفَّ كَفُّ النَّهَارِ ذُيُوْلَ الْغَيَاهِبِ * فَيَعُوْذُوْنَ وَ قَدْ فَازُوْا بِالْمَطْلُوْبِ وَ أَدْرَكُوْا رِضَا الْمَحْبُوْبِ وَ لَمْ يَعُدْ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ وَ هُوَ خَائِبٌ

(لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ) فَسُبْحَانَهُ وَ تَعَالَى مِنْ مَلِكٍ أَوْجَدَ نُوْرَ نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ (ص) مِنْ نُوْرِهِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ مِنَ الطِّيْنِ اللَّازِبِ * وَ عَرَضَ فَخْرَهُ عَلَى الْأَشْيَاءِ وَ قَالَ هذَا سَيِّدُ الْأَنْبِيَاءِ وَ أَجَلُّ الْأَصْفِيَاءِ وَ أَكْرَمُ الْحَبَائِبِ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

قِيْلَ: هُوَ آدَمُ قَالَ: آدَمُ بِهِ أُنِيْلَهُ أَعْلَى الْمَرَاتِبِ * قِيْلَ: هُوَ نُوْحٌ قَالَ: نُوْحٌ بِهِ يَنْجُوْ مِنَ الْغَرَقِ وَ يَهْلِكُ مَنْ خَالَفَهُ مِنَ الْأَهْلِ وَ الْأَقَارِبِ * قِيْلَ: هُوَ إِبْرَاهِيْمُ قَالَ: إِبْرَاهِيْمُ بِهِ تَقُوْمُ حُجَّتُهُ عَلَى عُبَّادِ الْأَصْنَامِ وَ الْكَوَاكِبِ * قِيْلَ: هُوَ مُوْسَى قَالَ: مُوْسَى أَخُوْهُ وَ لكِنْ هذَا حَبِيْبٌ وَ مُوْسَى كَلِيْمٌ وَ مُخَاطِبٌ * قِيْلَ: هُو عِيْسَى قَالَ: عِيْسَى يُبَشِّرُ بِهِ وَ هُوَ بَيْنَ يَدَيْ نُبُوَّتِهِ كَالْحَاجِبِ * قِيْلَ: فَمَنْ هذَا الْحَبِيْبُ الْكَرِيْمُ الَّذِيْ أَلْبَسْتَهُ حُلَّتَ الْوَقَارِ * وَ تَوَجْتَهُ بِتِيْجَانِ الْمَهَابَةِ وَ الْإِفْتِخَارِ * وَ نَشَرْتَ عَلَى رَأْسِهِ الْعَصَائِبِ * قَالَ: هُوَ نَبِيٌّ اسْتَخَرْتُهُ مِنْ لُئَيِّ ابْنِ غَالِبٍ * يَمُوْتُ أَبُوْهُ وَ أُمُّهُ وَ يَكْفُلُهُ جَدُّهُ ثُمَّ عَمُّهُ الشَّقِيْقُ أَبُوْ طَالِبٍ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

يُبْعَثُ مِنْ تِهَامَةِ بَيْنَ يَدَيِ الْقِيَامَةِ * فِيْ ظَهْرِهِ عَلَامَةٌ تُظِلُّهُ الْغَمَامَةُ * تُطِيْعُهُ السَّائِبُ * فَجْرِيُّ الْجِبِيْنِ لَيْلِيُّ الذَّوَائِبِ * أَلِفِيُّ الْأَنْفِ مِيْمِيُّ الْفَمِ نُوْنِيُّ الْحَاجِبِ * سَمْعُهُ يَسْمَعُ صَرِيْرَ الْقَلَمِ بَصَرُهُ إِلَى السَّبْعِ الطِّبَاقِ ثَاقِبٌ * قَدَمَهُ قَبَّلَهُمَا الْبَعِيْرُ فَأَزَالَا مَا اشْتَكَاهُ مِنَ الْمِحَنِ وَ النَّوَائِبِ * آمَنَ بِهِ الضَّبُّ وَ سَلَّمَتْ عَلَيْهِ الْأَشْجَارُ وَ خَاطَبَتْهُ الْأَحْجَارُ * وَ حَنَّ إِلَيْهِ الْجِذْعُ حَنِيْنَ حَزِيْنٍ نَادِبٍ * يَدَاهُ تَظْهَرُ بَرَكَتُهُمَا فِي الْمَطَاعِمِ وَ الْمَشَارِبِ * قَلْبُهُ لَا يَغْفُلُ وَ لَا يَنَامُ وَ لَكِنْ لِلْخِدْمَةِ عَلَى الدَّوَامِ مُرَاقِبٌ * إِنْ أُوْذِيَ يَعْفُ وَ لَا يُعَاقِبُ * وَ إِنْ خُوْصِمَ يَصْمُتْ وَ لَا يُجَاوِبْ * أَرْفَعُهُ إِلَى أَشْرَفِ الْمَرَاتِبِ * فِيْ رَكْبَةٍ لَا تَنْبَغِيْ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ لِرَاكِبٍ * فِيْ مَوْكِبٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ يَفُوْقُ عَلَى سَائِرِ الْمَوَاكِبِ * فَإِذَا ارْتَقَى عَلَى الْكَوْنَيْنِ وَ انْفَصَلَ عَنِ الْعَالَمِيْنَ * وَ وَصَلَ إِلَى قَابِ قَوْسَيْنِ كُنْتُ لَهُ أَنَا النَّدِيْمَ وَ الْمُخَاطِبَ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

ثُمَّ أَرُدُّهُ مِنَ الْعَرْشِ * قَبْلَ أَنْ يَبْرُدَ الْفَرْشُ * وَ قَدْ نَالَ جَمِيْعَ الْمَآرِبِ * فَإِذَا شُرِّفَتْ طُرْبَةَ طَيْبَةَ مِنْهُ بِأَشْرَفِ قَالِبٍ * سَعَتْ إِلَيْهِ أَرْوَاحُ الْمُحِبِّيْنَ عَلَى الْأَقْدَامِ وَ النَّجَائِبِ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

صَلَاةُ اللهِ مَا لَاحَتْ كَوَاكِبْ

عَلَى أَحْمَدْ خَيْرِ مَنْ رَكِبَ النَّجَائِبْ

حَدَى حَادِى السُّرَى بِاسْمِ الْحَبَائِبْ

فَهَزَّ السُّكْرُ أَعْطَافَ الرَّكَائِبْ

أَلَمْ تَرَهَا وَ قَدْ مَدَّتْ حُطَاهَا

وَ سَالَتْ مِنْ مَدَامِعِهَا سَحَائِبْ

وَ مَالَتْ لِلْحِمَى طَرَبًا وَ حَنَّتْ

إِلَى تِلْكَ الْمَعَالِمِ و الْمَلَاعِبْ

فَدَعْ جَذْبَ الزِّمَامِ وَ لَا تَسُقْهَا

فَقَائِدُ شَوْقِهَا لِلْحَيِّ جَاذِبْ

فَهِمْ طَرَبًا كَمَا هَامَتْ وَ إِلَّا

فَإِنَّكَ فِيْ طَرِيْقِ الْحُبِّ كَاذِبْ

أَمَا هذَا الْعَقِيْقُ بَدَا وَ هذِيْ

قِبَابُ الْحَيِّ لَاحَتْ وَ الْمَضَارِبْ

وَ تِلْكَ الْقُبَّةُ الْخَضْرَا وَ فِيْهَا

نَبِيٌّ نُوْرُهُ يَجْلُو الْغَيَاهِبْ

وَ قَدْ صَحَّ الرَّضَى وَ دَنَا التَّلَاقِيْ

وَ قَدْ جَاءَ الْهَنَا مِنْ كُلِّ جَانِبْ

فَقُلْ لِلنَّفْسِ دُوْنَكَ وَ التَّمَلِّيْ

فَمَا دُوْنَ الْحَبِيْبِ الْيَوْمَ حَاجِبْ

تَمَلَّى بِالْحَبِيْبِ بِكُلِّ قَصْدٍ

فَقَدْ حَصَلَ الْهَنَا وَ الضِّدُّ غَائِبْ

نَبِيُّ اللهِ خَيْرُ الْخَلْقِ جَمْعًا

لَهُ أَعْلَى الْمَنَاصِبِ وَ الْمَرَاتِبْ

لَهُ الْجَاهُ الرَّفِيْعُ لَهُ الْمَعَالِيْ

لَهُ الشَّرَفُ الْمُؤَبَّدُ وَ الْمَنَاقِبْ

فَلَوْ أَنَّا سَعَيْنَا كُلَّ يَوْمٍ

عَلَى الْأَحْدَاقِ لَا فَوْقَ النَّجَائِبْ

وَ لَوْ أَنَّا عَمِلْنَا كُلَّ حِيْنٍ

لِأَحْمَدَ مَوْلِدًا قَدْ كَانَ وَاجِبْ

عَلَيْهِ مِنَ الْمُهَيْمِنِ كُلَّ وَقْتٍ

صَلَاةٌ مَا بَدَا نُوْرُ الْكَوَاكِبْ

تَعُمُّ الْآلَ وَ الْأَصْحَابَ طُرًّا

جَمِيْعَهُمُ وَ عِتْرَتَهُ الْأَطَايِبْ

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

فَسُبْحَانَ مَنْ خَضَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِأَشْرِفِ الْمَنَاصِبِ وَ الْمَرَاتِبِ * أَحْمَدُهُ عَلَى مَا مَنَعَ مِنَ الْمَوَاهِبِ * وَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ رَبُّ الْمَشَارِقِ وَ الْمَغَارِبِ * وَ أَشْهَدُ أَنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَ رَسُوْلُهُ الْمَبْعُوْثُ إِلَى سَائِرِ الْأَعَاجِمِ وَ الْأَعَارِبِ * صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ وَ عَلَى آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ أُوْلِي الْمَئَآثِرِ وَ الْمَنَاقِبِ * صَلَاةً وَ سَلَامًا دَائِمَيْنِ مُتَلَازِمَيْنِ يَأْتِيْ قَائِلُهُا يَوْمَ الْقِيَامَةِ غَيْرَ خَائِبٍ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

أَوَّلُ مَا نَسْتَفْتِحُ بِإِيْرَادِ حَدِيْثَيْنِ وَرَدًا عَنْ نَبِيٍّ كَانَ قَدْرُهُ عَظِيْمًا * وَ نَسَبُهُ كَرِيْمًا * وَ صِرَاطُهُ مُسْتَقِيْمًا * قَالَ فِيْ حَقِّهِ مَنْ لَمْ يَزَلْ سَمِيْعًا عَلِيْمًا * إِنَّ اللهَ وَ مَلآئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

(الْحَدِيْثُ الْأَوَّلُ) عَنْ بَحْرِ الْعِلْمِ الدَّافِقِ * وَ لِسَانِ الْقُرْآنِ النَّاطِقِ * أَوْحَدِ عُلَمَاءِ النَّاسِ * سَيِّدِنَا عَبْدِ اللهُ بْنِ سَيِّدِنَا الْعَبَّاسِ * رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ قُرَيْشًا كَانَتْ نُوْرًا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ بِأَلْفَيْ عَامٍ يُسَبِّحُ اللهُ ذلِكَ النُّوْرُ وَ تُسَبِّحُ الْمَلَائِكَةُ بِتَسْبِيْحِهِ * فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ آدَمَ أَوْدَعَ ذلِكَ النُّوْرَ فِيْ طِيْنَتِهِ * قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ فَأَهْبَطَنِيَ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَى الْأَرْضِ فِيْ ظَهْرِ آدَمَ * وَ حَمَلَنِيْ فِي السَّفِيْنَةِ فِيْ صُلْبِ نُوْحٍ وَ جَعَلَنِيْ فِيْ صُلْبِ الْخَلِيْلِ إِبْرَاهِيْمِ حِيْنَ قُذِفَ بِهِ فِي النَّارِ * وَ لَمْ يَزَلِ اللهُ عَزَّ وَ جَلَّ يُنَقِّلُنِيْ مِنَ الْأَصْلَابِ الطَّاهِرَةِ * إِلَى الْأَرْحَامِ الزَّكِيَّةِ الْفَاخِرَةِ * حَتَّى أَخْرَجَنِيَ اللهُ مِنْ بَيْنِ أَبَوَيَّ وَ هُمَا لَمْ يَلْتَقِيَا عَلَى سِفَاحٍ قَطُّ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

(الْحَدِيْثُ الثَّانِيْ) عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ * عَنْ كَعْبِ الْأَحْبَارِ * قَالَ عَلَّمَنِيْ أَبِي التَّوْرَاةَ إِلَّا سِفْرًا وَاحِدًا كَانَ يَخْتِمُهُ وَ يُدْخِلُهُ الصُّنْدُوْقَ * فَلَمَّا مَاتَ أَبِيْ فَتَحْتُهُ فَإِذًا فِيْهِ نَبِيٌّ يَخْرُجُ آخِرِ الزَّمَانِ * مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ * وَ هِجْرَتُهُ بِالْمَدِيْنَةِ وَ سُلْطَانُهُ بِالشَّامِ * يَقُصُّ شَعْرَهُ وَ يَتَّزِرُ عَلَى وَسَطِهِ * يَكُوْنُ خَيْرَ الْأَنْبِيَاءِ وَ أُمَّتُهُ خَيْرَ الْأُمَمِ * يُكَبِّرُوْنَ اللهَ تَعَالَى عَلَى كُلِّ شَرَفٍ * يَصُفُّوْنَ فِي الصَّلَاةِ كَصُفُوْفِهِمْ فِي الْقِتَالِ * قُلُوْبُهُمْ مَصَاحِفُهُمْ يَحْمَدُوْنَ اللهَ تَعَالَى عَلَى كُلِّ شِدَّةٍ وَ رَخَاءٍ * ثُلُثٌ يَدْخُلُوْنَ الْجَنَّةَ بِغيْرِ حِسَابٍ * وَ ثُلُثٌ يَأْتُوْنَ بِذُنُوْبِهِمْ وَ خَطَايَاهُمْ فَيُغْفَرُ لَهُمْ * وَ ثُلُثٌ يَأْتُوْنَ بِذُنُوْبٍ وَ خَطَايَا عِظَامٍ * فَيَقُوْلُ اللهُ تَعَالَى لِلْمَلَائِكَةِ اِذْهَبُوْا فَزِنُوْهُمْ فَيَقُوْلُوْنَ يَا رَبَّنَا وَجَدْنَاهُمْ أَسْرَفُوْا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَ وَجَدْنَا أَعْمَالَهُمْ مِنَ الذُّنُوْبِ كَأَمْثَالِ الْجِبَالِ * غَيْرَ أَنَّهُمْ يَشْهَدُوْنَ أَنْ لَا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

فَيَقُوْلُ الْحَقُّ وَ عِزَّتِيْ وَ جَلَالِيْ * لَا جَعَلْتُ مَنْ أَخْلَصَ لِيْ بِالشَّهَادَةِ كَمَنْ كَذَّبَ بِيْ * أَدْخِلُوْهُمُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِيْ * يَا أَعَزَّ جَوَاهِرِ الْعُقُوْدِ * وَ خُلَاصَةَ إِكْسِيْرِ سِرِّ الْوُجُوْدِ * مَادِحُكَ قَاصِرٌ وَلَوْ جَاءَ بِبَذْلِ الْمَجْهُوْدِ * وَ وَاصِفُكَ عَاجِزٌ عَنْ حَصْرِ مَا حَوَيْتَ مِنْ خِصَالِ الْكَرَمِ وَ الْجُوْدِ * الْكَوْنُ إِشَارَةٌ وَ أَنْتَ الْمَقْصُوْدُ * يَا أَشْرَفَ مَنْ نَالَ الْمَقَامَ الْمَحْمُوْدَ * وَ جَاءَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ لٰكِنَّهُمْ بِالرِّفْعَةِ وَ الْعُلَا لَكَ شُهُوْدٌ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

اَحْضِرُوْا قُلُوْبَكُمْ يَا مَعْشَرَ ذَوِي الْأَلْبَابِ * حَتَّى أَجْلُوَ لَكُمْ عَرَائِسَ مَعَانِيْ أَجَلِّ الْأَحْبَابِ * الْمَخْصُوْصِ بِأَشْرَفِ الْأَلْقَابِ * الرَّاقِيْ إِلَى حَضْرَةِ الْمَلِكِ الْوَهَّابِ * حَتَّى نَظَرَ إِلَى جَمَالِهِ بِلَا سِتْرٍ وَ لَا حِجَابٍ * فَلَمَّا آنَ أَوَانُ ظُهُوْرِ شَمْسِ الرِّسَالَةِ * فِيْ سَمَاءِ الْجَلَالَةِ * خَرَجَ بِهِ مَرْسُوْمُ الْجَلِيْلِ * لِنَقِيْبِ الْمَمْلَكَةِ جِبْرِيْلَ * يَا جِبْرِيْلُ نَادِ فِيْ سَائِرِ الْمَخْلُوْقَاتِ * مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ السَّمَاءِ * أَنْقُلُهُ فِيْ هذِهِ اللَّيْلَةِ إِلَى بَطْنِ أُمِّهِ مَسْرُوْرًا * أَمْلَأُ بِهِ الْكَوْنَ نُوْرًا * وَ أَكْفُلُهُ يَتِيْمًا وَ أُطَهِّرُهُ وَ أَهْلَ بَيْتِهِ تَطْهِيْرً
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

فَاهْتَزُّ الْعَرْشُ طَرَبًا وَاسْتِبْشَارًا * وَ ازْدَادَ الْكُرْسِيُّ هَيْبَةً وَ وَقَارًا وَ امْتَلَأَتِ السَّمَاوَاتُ أَنْوَارًا * وَ ضَجَّتِ الْمَلَائِكَةُ تَهْلِيْلًا وَ تَمْحِيْدًا وَ اسْتِغْفَارًا * وَ لَمْ تَزَلْ أُمُّهُ تَرَى أَنْوَاعًا مِنْ فَخْرِهِ وَ فَضْلِهِ * إِلَى نِهَايَةِ تَمَامِ حَمْلِهِ * فَلَمَّا اشْتَدَّ بِهَا الطَّلْقُ * بِإِذْنِ رَبِّ الْخَلْقِ * وَضَعَتِ الْحَبِيْبَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ سَاجِدًا شَاكِرًا حَامِدًا كَأَنَّهُ الْبَدْرُ فِيْ تَمَامِهِ. (مَحَلُّ الْقِيَامِ)

وَ وُلِدَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مَخْتُوْنًا بِيَدِ الْعِنَايَةِ * مَكْحُوْلًا بِكُحْلِ الْهِدَايَةِ * فَأَشْرَقَ بِبَهَائِهِ الْفَضَآءَ * وَ تَلَأْلَأَ الْكَوْنُ مِنْ نُوْرِهِ وَ أَضَآءَ * وَ دَخَلَ فِيْ عَقْدِ بَيْعَتِهِ مَنْ بَقِيَ مِنَ الْخَلَائِقِ كَمَا دَخَلَ فِيْهِ مَنْ مَضَى أَوَّلُ فَضِيْلَةِ الْمُعْجِزَاتِ * بِخُمُوْدِ نَارِ فَارِسَ وَ سُقُوْطِ الشُّرُفَاتِ * وَ رَمِيَتِ الشَّيَاطِيْنُ مِنَ السَّمَاءِ بِالشُّهُبِ الْمُحْرِقَاتِ * وَ رَجَعَ كُلُّ جَبَّارٍ مِنَ الْجِنِّ وَ هُوَ بِصَوْلَةِ سُلْطَنَتِهِ ذَلِيْلٌ خَاضِعٌ * لَمَّا تَأَلَّقَ مِنْ سَنَاهُ النُّوْرُ السَّاطِعُ * وَ أَشْرَقَ مِنْ بَهَآئِهِ الضِّيَآءُ اللَّامِعُ * حَتَّى عُرِضَ عَلَى الْمَرَاضِعِ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

قِيْلَ مَنْ يَكْفُلُ هذِهِ الدُّرَّةَ الْيَتِيْمَةَ * الَّتِيْ لَا تُوْجَدُ لَهَا قِيْمَةٌ * قَالَتِ الطُّيُوْرُ نَحْنُ نَكْفُلُهُ وَ نَغْتَنِمُ هِمَّتَهُ الْعَظِيْمَةَ * قَالَتِ الْوُحُوْشُ نَحْنُ أَوْلَى بِذلِكَ لِكَيْ نَنَالَ شَرَفَهُ وَ تَعْظِيْمَةُ * قِيْلَ يَا مَعْشَرَ الْأُمَمِ اسْكُنُوْا فَإِنَّ اللهَ قَدْ حَكَمَ فِيْ سَابِقِ حِكْمَتِهِ الْقَدِيْمَةِ * بِأَنَّ نَبِيَّهُ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ يَكُوْنُ رَضِيْعًا لِحَلِيْمَةِ الْحَلِيْمَةِ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ مَرَاضِعُ الْإِنْسِ لِمَا سَبَقَ فِيْ طَيِّ الْغَيْبِ * مِنَ السَّعَادَةِ لِحَلِيْمَةِ بِنْتِ أَبِيْ ذُؤَيْبٍ * فَلَمَّا وَقَعَ نَظَرُهَا عَلَيْهِ * بَادَرَتْ مُسْرِعَةً إِلَيْهِ * وَ وَضَعَتْهُ فِيْ حِجْرِهَا * وَ ضَمَّتْهُ إِلَى صَدْرِهَا * فَهَشَّ لَهَا مَتَبَسِّمًا * فَخَرَجَ مِنْ ثَغْرِهِ نُوْرٌ لَحِقَّ بِالسَّمَآءِ * فَحَمَلَتْهُ إِلَى رَحْلِهَا * وَارْتَحَلَتْ بِهِ إِلَى أَهْلِهَا * فَلَمَّا وَصَلَتْ بِهِ إِلَى مُقَامِهَا عَايَنَتْ بَرَكَتَهُ عَلَى أَغْنَامِهَا * وَ كَانَتْ كُلَّ يَوْمٍ تَرَى مِنْهُ بُرْهَانًا * وَ تَرْفَعُ لَهُ قَدْرًا وَ شَانًا * حَتَّى انْدَرَجَ فِيْ حِلَّةِ اللُّطْفِ وَ الْأَمَانِ * وَ دَخَلَ بَيْنَ إِخْوَتِهِ مَعَ الصِّبْيَانِ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

فَبَيْنَمَا هُوَ ذَاتَ يَوْمٍ نَاءٍ عَنِ الْأَوْطَانِ * إِذْ أَقْبَلَ عَلَيْهِ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ * كَأَنَّ وُجُوْهَهُمُ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ * فَانْطَلَقَ الصِّبْيَانُ هَرَبًا * وَ وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مُتَعَجِّبًا * فَأَضْجَعُوْهُ عَلَى الْأَرْضِ إِضْجَاعًا خَفِيْفًا * وَ شَقُّوْا بَطْنَهُ شَقًّا لَطِيْفًا * ثُمَّ اَخْرَجُوْا قَلْبَ سَيِّدِ وَلَدِ عَدْنَانَ * وَ شَرَّحُوْهُ بِسِكِّيْنِ الْإِحْسَانِ * وَ نَزَعُوْا مِنْهُ حَظَّ الشَّيْطَانِ * وَ مَلَئُوْهُ بِالْحِلْمِ وَ الْعِلْمِ وَ الْيَقِيْنِ وَ الرِّضْوَانِ * وَ أَعَادُوْهُ إِلَى مَكَانِهِ فَقَامَ الْحَبِيْبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ سَوِيًّا كَمَا كَانَ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا حَبِيْبَ الرَّحْمنِ * لَوْ عَلِمْتُ مَا يُرَادُ بِكَ مِنَ الْخَيْرِ * لَعَرَفْتَ قَدْرَ مَنْزِلَتِكَ عَلَى الْغَيْرِ * وَازْدَدْتَ فَرَحًا وَ سُرُوْرًا * وَ بَهْجَةً وَ نُوْرًا * يَا مُحَمَّدُ أَبْشِرْ فَقَدْ نُشِرَتْ فِي الْكَائِنَاتِ أَعْلَامُ عُلُوْمِكَ * وَ تَبَاشَرَتِ الْمَخْلُوْقَاتُ بِقُدُوْمِكَ * وَ لَمْ يَبْقَ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقَ اللهُ تَعَالَى إِلَّا جَاءَ لِأَمْرِكَ طَائِعًا * وَ لِمَقَالَتِكَ سَامِعًا * فَسَيَأْتِيْكَ الْبَعِيْرُ * بِذِمَامِكَ يَسْتَجِيْرُ * وَ الضّبُّ وَ الْعَزَالَةُ * يَشْهَدَانِ لَكَ بِالرِّسَالَةِ * وَ الشَّجَرُ وَ الْقَمَرُ وَ الذِّيْبُ * يَنْطِقُوْنَ بِنُبُوَّتِكَ عَنْ قَرِيْبٍ * وَ مَرْكَبُكَ الْبُرَاقُ * إِلَى جَمَالِكَ مُشْتَاقٌ * وَ جِبْرِيْلُ شَاوُوْشُ مَمْلَكَتِكَ قَدْ أَعْلَنَ بِذِكْرِكَ فِي الْآفَاقِ * وَ الْقَمَرُ مَأْمُوْرٌ لَكَ بِالْاِنْشِقَاقِ * وَ كُلُّ مَنْ فِي الْكَوْنِ مُتَشَوِّقٌ لِظُهُوْرِكَ * مَنْتَظِرٌ لِاِشْرَاقِ نُوْرِكَ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

فَبَيْنَمَا الْحَبِيْبُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ مُنْصِتٌ لِسَمَاعِ تِلْكَ الْأَشْبَاحِ * وَ وَجْهُهُ مُتَهَلِّلٌ كَنُوْرِ الصَّبَاحِ * إِذْ أَقْبَلَتْ حَلِيْمَةُ مُعْلِنَةً بِالصِّيَاحِ * تَقُوْلُ وَاغَرِيْبَاهُ * فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مُحَمَّدُ مَا أَنْتَ بِغَرِيْبٍ * بَلْ أَنْتَ مِنَ اللهِ قَرِيْبٌ * وَ أَنْتَ لَهُ صَفِـيٌّ وَ حَبِيْبٌ * قَالَتْ حَلِيْمَةُ وَاوَحِيْدَاهُ * فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مُحَمَّدُ مَا أَنْتَ بِوَحِيْدٍ * بَلْ أَنْتَ صَاحِبُ التَّأْيِيْدِ * وَ أَنِيْسُكَ الْحَمِيْدُ الْمَجِيْدُ * وَ إِخْوَانُكَ إِخْوَانُكَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ وَ أَهْلِ التَّوْحِيْدِ * قَالَتْ حَلِيْمَةُ وَايَتِيْمَاهُ * فَقَالَتِ الْمَلَائِكَةُ لِلّٰهِ دَرُّكَ مِنْ يَتِيْمٍ * فَإِنَّ قَدْرَكَ عِنْدَ اللهِ عَظِيْمٌ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

فَلَمَّا رَأَتْهُ حَلِيْمَةُ سَالِمًا مِنَ الْأَهْوَالِ * رَجَعَتْ بِهِ مَسْــرُوْرَةً اِلَى اْلأَطْلَالِ * ثُمَّ قَصَّتْ خَبَرَهُ عَلَى بَعْضِ الْكُهَّانِ * وَ أَعَادَتْ عَلَيْهِ مَا تَمَّ مِنْ أَمْرِهِ وَ مَا كَانَ * فَقَالَ لَهُ الْكَاهِنُ: يَا ابْنَ زَمْزَمَ وَ الْمَقَامِ * وَ الرُّكْنِ وَ الْبَيْتِ الْحَرَامِ * أَفِي الْيَقَظَةِ رَأَيْتَ هذَا أَمْ فِي الْمَنَامِ * فَقَالَ وَ حُرْمَةِ الْمَلِكِ الْعَلَّامِ * شَاهَدْتُهُمْ كِفَاحًا لَا أَشُكُّ فِيْ ذلِكَ وَ لَا أُضَامُ * فَقَالَ لَهُ الْكَاهِنُ أَبْشِـرْ أَيُّهَا الْغُلَامُ * فَأَنْـتَ صَاحِبُ الْأَعْلَامِ * وَ نُبُوَّتُكَ لِلْأَنْبِيَاءِ قُفْلٌ وَ خِتَامٌ * عَلَيْكَ يَنْزِلُ جِبْرِيْلُ * وَ عَلَى بِسَاطِ الْقُدْسِ يُخَاطِبُكَ الْجَلِيْلُ * وَ مَنْ ذَا الَّذِيْ يَحْصُرُ مَا حَوَيْتَ مِنَ التَّفْضِيْلِ * وَ عَنْ بَعْضِ وَصْفِ مَعْنَاكَ يَقْصُـرُ لِـسَانُ الْمَادِحِ الْمُطِيْلِ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ كَانَ صَلىَّ اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خَلْقًا وَ خُلُقًا * وَ أَهْدَاهُمْ اِلَى الْحَقِّ طُرُقًا * كَانَ خُلُقُهُ الْقُرْآنُ * وَ شِيْمَتُهُ الْغُفْرَانُ * يَنْصَحُ لِلْإِنْسَانِ * وَ يَفْسَحُ فِي الْإِحْسَانِ * وَ يَعْفُوْ عَنِ الذَّنْبِ إِذَا كَانَ فِيْ حَقِّهِ وَ سَبَبِهِ * وَ إِذَا ضُيِّعَ حَقُّ اللهِ لَمْ يَقُمْ أَحَدٌ لِغَضَبِهِ * مَنْ رَآهُ بَدِيْهَةً هَابَهُ * وَ إِذَا دَعَاهُ الْمِسْكِيْنُ أَجَابَهُ * يَقُوْلُ الْحَقَّ وَ لَوْ كَانَ مُرًّا * وَ لَا يُضْمِرُ لِمُسْلِمٍ غِشًّا وَ لَا ضُرًّا * مَنْ نَظَرَ فِيْ وَجْهِهِ عَلِمَ أَنَّهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ * وَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ لَيْسَ بِغَمَّازٍ وَ لَا عَيَّابٍ * إِذَا سُرَّا فَـكَأَنَّ وَجْهَهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ * وَ إِذَا كَلَّمَ النَّاسَ فَكَأَنَّمَا يَجْنُوْنَ مِنْ كَلَامِهِ أَحْلٰ ثَمَرٍ * وَ إِذَا تَبَسَّمَ تَبَسَّمَ عَنْ مِثْلِ حَبِّ الْغَمَامِ * وَ إِذَا تَكَلَّمَ فَكَأَنَّمَا الدُّرُّ يَسْقُطُ مِنْ ذلِكَ الْكَلَامِ * وَ إِذَا تَحَدَّثَ فَكَأَنَّ الْمِسْكَ يَخْرُجُ مِنْ فِيْهِ * وَ إِذَا مَرَّ بِطَرِيْقٍ عُرِفَ مِنْ طِيْبِهِ أَنَّهُ قَدْ مَرَّ فِيْهِ * وَ إِذَا جَلَسَ فِيْ مَجْلِسٍ بَقِـيَ طِيْبُهُ فِيْهِ أَيَّامًا وَ إِنْ تَغَيَّبَ * وَ يُوْجَدُ مِنْهُ أَحْسَنُ طِيْبٍ وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ قَدْ تَطَيَّبَ * وَ إِذَا مَشـٰى بَيْنَ أَصْحَابِهِ فَكَأَنَّهُ الْقَمَرُ بَيْنَ النُّجُوْمِ الزُّهْرِ * وَ إِذَا أَقْبَلَ لَيْلًا فَكَأَنَّ النَّاسَ مِنْ نُوْرِهِ فِيْ أَوَانِ الظُّهْرِ * وَ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ أَجْوَدَ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيْحِ الْمُرْسَلَةِ * وَ كَانَ يَرْفُقُ بِالْيَتِيْمِ وَ الْأَرْمَلَةِ * قَالَ بَعْضُ وَاصِفِيْهِ مَا رَأَيْتُ مِنْ ذِيْ لِمَّةٍ سَوْدَاءَ فِيْ حُلَّةٍ حَمْرَآءَ * أَحْسَنَ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ قِيْلَ لِبَعْضِهِمْ كَأَنَّ وَجْهَهُ الْقَمَرُ * فَقَالَ بَلْ أَضْوَأُ مِنَ الْقَمَرِ إِذَا لَمْ يَحُلْ دُوْنَهُ الْغَمَامُ * قَدْ غَشِيَهُ الْجَلَالُ * وَ انْتَهٰى إِلَيْهِ الْكَمَالُ * قَالَ بَعْضُ وَاصِفِيْهِ مَا رَأَيْتُ قَبْلَهُ وَ لَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ * فَيُعْجِزُ لِسَانُ الْبَلِيْغِ إِذَا اَرَادَ أَنْ يُحْصِيَ فَضْلَهُ * فَسُبْحَانَ مَنْ خَصَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ بِالْمَحَلِّ الْأَسْنَى * وَ أَسْرَى بِهِ اِلَى قَابِ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * وَ أَيَّدَهُ بِالْمُعْجِزَاتِ الَّتِيْ لَا تُحْصَى * وَ أَوْفَاهُ مِنْ خِصَالِ الْكَمَالِ بِمَا يَجِلُّ أَنْ يُسْتَقْصَى * وَ أَعْطَاهُ خَمْسًا لَمْ يُعْطِهِنَّ أَحَدًا قَبْلَهُ * وَ آتَاهُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ فَلَمْ يُدْرِكْ أَحَدٌ فَضْلَهُ * وَ كَانَ لَهُ فِيْ كُلِّ مَقَامٍ عِنْدَهُ مَقَالٌ * وَ لِكُلِّ كَمَالٍ مِنْهُ كَمَالٌ * لَا يَحُوْلُ فِيْ سُؤَالٍ وَ لَا جَوَابٍ * وَ لَا يَجُوْلُ لِسَانُهُ إِلَّا فِيْ صَوَابٍ
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

وَ مَا عَسَى أَنْ يُقَالَ فِيْمَنْ وَصَفَهُ الْقُرْاٰنُ * وَ أَعْرَبَ عَنْ فَضَائِلِهِ التَّوْرَاةُ وَ الْإِنْجِيْلُ وَ الزَّبُوْرُ وَ الْفُرْقَانُ * وَ جَمَعَ اللهُ لَهُ بَيْنَ رُؤْيَتِهِ وَ كَلَامِهِ * وَ قَرَنَ اسْمُهُ مَعَ اسْمِهِ تَنْبِيْهًا عَلَى عُلُوِّ مَقَامَهِ * وَ جَعَلَهُ رَحْمَةً لِلْعَالَمِيْنَ وَ نُوْرًا * وَ مَلَأَ بِمَوْلِدِهِ الْقُلُوْبَ سُرُوْرًا
 

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

يَا بَـدْرَتِمٍّ حَازَ کُلَّ كَمَالِ

مَاذَا يُعَبِّرُعَنْ عُلَاكَ مَقَالِيْ

اَنْتَ الَّذِيْ أَشْرَقْتَ فِيْ أُفُقِ الْعُلَا

فَمَحَوْتَ بِالأَنْوَارِ کُلَّ ضَلَالِ

وَ بِكَ اسْتَنَارَ الْكَوْنُ يَا عَلَمَ الْهُدٰى

بِالنُّــوْرِ وَ اْلاِنْعَامِ وَ اْلإِفْضَالِ

صَلَّى عَلَيْكَ اللهُ رَبِّي دَاِئمًا

أَبَدًا مَعَ اْلإِبْكَارِ وَ اْلآصَالِ

وَ عَلَى جَمِيْعِ الْآلِ وَ اْلأَصْحَابِ مَنْ

قَدْ خَصَّـــهُمْ رَبُّ الْعُـلَا بِكَمَالِ

اللهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ وَ بَارِكْ عَلَيْهِ
 

اَلْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ *اَللّهُمَّ صَلِّ وَ سَلِّمْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ أَجْمَعِيْن * جَعَلَنَا اللهُ وَ إِيَّاكُمْ مِمَّنْ يَسْتَوْجِبُ شَفَاعَتَهُ * وَ يَرْجُوْ بِذلِكَ رَحْمَتَهُ وَ رَأْفَتَهُ * اَللّهُمَّ بِحُرْمَةِ هذَا النَّبِيِّ الْكَرِيْمِ * وَ آلِهِ وَ أَصْحَابِهِ السَّالِكِيْنَ عَلَى مَنْهَجِهِ الْقَوِيْمِ * إِجْعَلْنَا مِنْ خِيَارِ أُمَّتِهِ * وَ اسْتُرْنَا بِذَيْلِ حُرْمَتِهِ * وَ احْشُـرْنَا غَدًا فِيْ زُمْرَتِهِ * وَ اسْتَعْمِلْ أَلْسِنَتَنَا فِيْ مَدْحِهِ وَ نُصْـرَتِهِ * وَ أَحْيِنَا مُتَمَسِّكِيْنَ بِسُنَّتِهِ وَ طَاعَتِهِ * وَ أَمِتْنَا عَلَى حُبِّهِ وَ جَمَاعَتِهِ * اَللّهُمَّ أَدْخِلْنَا مَعَهُ الْجَنَّةَ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُهَا * وَ أَنْزِلْنَا مَعَهُ فِيْ قُصُوْرِهَا * فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ يَنْزِلُهَا * وَ ارْحَمْنَا يَوْمَ يَشْفَعُ لِلْخَلَائِقِ فَتَرْحَمُهَا * اَللّهُمَّ ارْزُقْنَا زِيَارَتَهُ فِيْ كُلِّ سَنَةٍ * وَ لَا تَجْعَلْنَا مِنْ الْغَافِلِيْنَ عَنْكَ وَ لَا عَنْهُ قَدْرَ سِنَةٍ * اَللّهُمَّ لَا تَجْعَلْ فِيْ مَجْلِسِنَا هذَا أَحَدًا إِلَّا غَسَلْتَ بِمَاءِ التَّوْبَةِ ذُنُوْبَهُ * وَ سَتَرْتَ بِرِدَاءِ الْمَغْفِرَةِ عُيُوْبَهُ * اَللّهُمَّ إِنَّهُ كَانَ مَعَنَا فِي السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ * إِخْوَانٌ مَنَعَهُمُ اْلقَضَاءُ عَنِ الْوُصُوْلِ اِلَى مِثْلِهَا * فَلَا تَحْرِمْهُمْ مِنْ ثَوَابِ هذِهِ السَّاعَةِ وَ فَضْلِهَا * اَللّهُمَّ ارْحَمْنَا إِذَا صِرْنَا مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُوْرِ * وَ وَفِّقْنَا لِعَمَلٍ صَالِحٍ يَبْقَى سَنَاهُ عَلَى مَمَرِّ الدُّهُوْرِ * اَللّهُمَّ اجْعَلْنَا لِآلَائِكَ ذَاكِرِيْنَ * وَ لِنَعْمَائِكَ شَاكِرِيْنَ * وَ لِيَوْمِ لِقَائِكَ مِنَ الذَّاكِرِيْنَ * وَ أَحْيِنَا بِطَاعَتِكَ مَشْغُوْلِيْنَ * وَ إِذَا تَوَفَّيْتَنَا فَتَوَفَّنَا غَيْرَ مَفْتُوْنِيْنَ * وَ لَا مَخْذُوْلِيْنَ * وَ اخْتِمْ لَنَا مِنْكَ بِخَيْرٍ أَجْمَعِيْنَ * اَللّهُمَّ اكْفِنَا شَرَّ الظَّالِمِيْنَ * وَ اجْعَلْنَا مِنْ فِتْنَةِ هذِهِ الدُّنْيَا سَالِمِيْنَ * اَللّهُمَّ اجْعَلْ هذَا الرَّسُوْلَ الْكَرِيْمَ لَنَا شَفِيْعًا * وَارْزُقْنَا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَامًا رَفِيْعًا * اَللّهُمَّ اسْقِنَا مِنْ حَوْضِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلَّمَ شَرْبَةً هَنِيْئَةً لَا نَظْمَأُ بَعْدَهَا أَبَدًا * وَ احْشُــرْنَا تَحْتَ لِوَائِهِ غَدًا * اَللّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا بِهِ وَ لِآبـَائِنَا وَ لِأُمَّهَاتِنَا وَ لِمَشَايِخِنَا وَ لِمُعَلِّمِيْنَا * وَ ذَوِي الْحُقُوْقِ عَلَيْنَا وَ لِمَنْ أَجْرَى هذَا الْخَيْرَ فِيْ هذِهِ السَّاعَةِ * وَ لِجَمِيْعِ الْمُؤْمِنِيْنَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ * وَ الْمُسْلِمِيْنَ وَ الْمُسْلِمَاتِ * اَلْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ * إِنَّكَ كَرِيْمٌ مُجِيْبُ الدَّعَوَاتِ * وَ قَاضِـيَ الْحَاجَاتِ * وَ غَافِرُ الذُّنُوْبِ وَ الْخَطِيْئَاتِ * يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ * وَ صَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ وَ سَلَّمَ * سُبْحَانَ رَبِّـكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُوْنَ * وَ سَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِيْنَ * وَ الْحَمْدُ ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ. ﴿ اَلْفَاتِحَةْ ﴾

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ

يَا نَبِيْ سَلَامْ عَلَيْكَ

يَا رَسُوْلْ سَلَامْ عَلَيْكَ

يَا حَبِيْبْ سَلَامْ عَلَيْكَ

صَلَوَاتُ اللهْ عَلَيْكَ

أَشْرَقَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا

فَاخْتَفَتْ مِنْهُ الْبُدُوْرُ

مِثْلَ حُسْنِكْ مَا رَأَيْنَا

قَطُّ يَا وَجْهَ السُّرُوْرِ

أَنْتَ شَمْسٌ أَنْتَ بَدْرٌ

أَنْتَ نُوْرٌ فَوْقَ نُوْرِ

أَنْتَ إِكْسِيْرٌ وَ غَالِيْ

أَنْتَ مِصْبَاحُ الصُّدُوْرِ

يَا حَبِيْبِيْ يَا مُحَمَّدْ

يَا عَرُوْسَ الْخَافِقَيْنِ

يَا مُؤَيَّدْ يَا مُمَجَّدْ

يَا إِمَامَ الْقِبْلَتَيْنِ

مَنْ رَأَى وَجْهَكَ يَسْعُدْ

يَا كَرِيْمَ الْوَالِدَيْنِ

حَوْضُكَ الصَّافِي الْمُبَرَّدْ

وِرْدُنَا يَوْمَ النُّشُوْرِ

مَا رَأَيْنَا الْعِيْشَ حَنَّتْ

بِالسُّرَى إِلَّا إِلَيْكَ

وَ الْغَمَامَةْ قَدْ أَظَلَّتْ

وَ الْمَلَا صَلُّوْا عَلَيْكَ

وَ أَتَاكَ الْعَوْدُ يَبْكِيْ

وَ تَذَلَّلَ بَيْنَ يَدَيْكَ

وَ اسْتَجَارَتْ يَا حَبِيْبِيْ

عِنْدَكَ الظَّبْيُ النُّفُوْرُ

عِنْدَ مَا شَدُّوا الْمَحَامِلْ

وَ تَنَادَوْا لِلرَّحِيْلِ

جِئْتُهُمْ وَ الدَّمْعُ سَائِلْ

قُلْتُ قِفْ لِيْ يَا دَلِيْلُ

وَ تَحَمَّلْ لِيْ رَسَائِلْ

حَشْوُهَا الشَّوْقُ الْجَزِيْلُ

نَحْوَ هَاتِيْكَ الْمَنَازِلْ

بِالْعَشِيِّ وَ الْبُكُوْرِ

سَعِدْ عَبْدٌ قَدْ تَمَّلَّى

وَ انْجَلِيْ عَنْهُ الْحَزِيْنُ

فِيْكَ يَا بَدْرٌ تَجَلَّى

فَلَكَ الْوَصْفُ الْحَسِيْنُ

لَيْسَ أَزْكَى مِنْكَ أَصْلًا

قَطُّ يَا جَدَّ الْحُسَيْنِ

وَ عَلَيْكَ اللهُ صَلَّى

دَائِمًا طُوْلَ الدُّهُوْرِ.

 

https://www.laduni.id/post/read/517087/lirik-lengkap-maulid-diba-teks-arab.html